عنْدمَا أبدعَ هذَا الكونَ ربُّ العالمينَـا
ورأى كلَّ الذى فيه جميلا وثمينـــا
خلقَ الشاعرَ كى يخلقَ للناس ِعيونـَا
تبصرُ الحسنَ وتهواهُ حِرَاكَا وسكونـَا
وزمانًـا ومكانـًا وشخوصًا وشؤونَا
فارتقى الخلقُ وكانوا قبلَه لا يرتقونَـا
واستمرَ الحسُّ فى الدُّنيَا ودامَ الحبُّ فينَا
"إيليا أبو ماضي"
"ربما نريدُ أن نَراهمْ أقربَ إذا حضَروا وربما نريدُ أن نتذكرَهُمْ إذا غَابُوا
لم يدركْنَا النسيانُ بعدُ وإن كنتُ أشكُ في أنَّنَا قَدْ نَنَسى هَذا المكانَ
بيدَ أنَّ للشِّعر ذاكرةٌ أبقَى هنا دفترٌ يجمعُ شعراءَنا غائبَهم وحاضرَهم
وقصيدةً "
ربما يكونُ الصوتُ الضائعُ في الأصواتِ ، خاصةً في هذا الصخبِ ،
هو أكثرُ الأصواتِ حقيقةً وهذا ما يمنحُ الضياعَ القيمةَ
ويمنحُ الهدوءَ الرونقَ
صوتك بعيدٌ ياشاعرُ ولكنَّا متى نرحلُ إليه لا نسمعُ غيرَهُ
وما كنتُ لأسمَع غيرَه
عندما يقف المطر
وأظَلُّ أبْحَثُ في العيونِ الشَّهْدِ
عنْ ذاتي التي بَعْثَرْتُها تَحْتَ المَطَر
وَزرَعْتُها في عَيْنِ كُلِّ مَليحةٍ
وَبَنَيْتُها في كُلِّ ما لا يَسْتَقِرْ
وأَظَلُّ أرْحَلُ خَلْفَ قافِلَةِ الأُنوثَةِ
مُبْحِراً في اللاوُصُولِ يَكَادُ
يَقْتُلُني الضَجَرْ
وأطُوفُ أرْجاءَ الخَيالِ
بِمُهْجَتي وَجَعُ وفي عَيْنَيَّ يَنْتَحِرالسَّهَرْ
وأظلُّ في دوَّامَةِ الأَهْدابِ مُرْتَحِلاً
يَصيحُ الكُحْلُ في قَلْبي
حَذَارِ فإنَّ في صَمْتي
بقايا من هلاكٍ بلْ بقايا من قَدَرْ
إرْحَلْ بِقَلْبِكَ عنْ جَحيمي
إنني في صَمْتِيَ المُلْقي بِذاكِرَةِ النّوارِسِ
قدْ تركتُ الحبّ في ضوْءِ القَمَرْ
إذْهَبْ إليهِ فرُبما يُنبِئْكَ مِثْلي بالخَبَرْ
فَأَلُمُّ أَحْزانَ القَصيدِ علي يَدي
وأَروحُ أبْكي للقمرْ
قال القمرْ :
منْ أنتَ ؟
قُلْتُ : مُسافِرٌ قدْ أدْمَنَتْهُ مَرافئُ المنفي
فجاءَ إليكَ يبْحَثُ عن أميرتهِ التي
في سِرِّ أسْرارِ الحياةِ تقُومُ ليْلَتَها
فَقُصَّ عليَّ منْ أخْبارها نُتَفاً
عساكَ تُهيلُ عنها
ما اسْتَتَرْ
فيُجيبُني بالصَّمْتِ
يا هذا الذي
قدْ دَوَّخَتْهُ مَكاحِلُ الأُنْثي
أفِقْ من رحْلَةِ الأوْهامِ
وانْفُضْ عنْ جَبينِكَ كُلَّ أحْزانِ السَّفَرْ
يا أيها اللا شيءُ كُنْ شَيئاً
وَقُمْ واقْطُفْ حَياتَكَ زهْرَةً
أوْ خَلِّها عُصْفُورَةً فَوْقَ الشَّجَرْ
وأُفيقُ لا أجِدُ القَمَرْ
فَأظَلُّ أبْحَثُ ثُمَّ أبْحَثُ ثمَّ أبحثُ
والعُيونَ الشَّهْدُ
ما زالتْ تُبَعْثِرُ مُهْجَتي تحْتَ المطَرْ
وأروحُ أسْألُ من أكونُ ومن أنا ؟
أأنا المُسافِرُ بينَ أوْهامِ الهوى ؟
أم أنني المَنْفِيُّ ما بيني وبيني ؟
أمْ تُراني مِثْلما قالَ القمَرْ
مَهْما أكونُ فلا يُهِمُّ فإنني
سأظَلُّ أبْحَثُ في العُيونِ الشَّهْدِ عني
رُبما ذاتي تَعُودُ إليَّ يوماً
عِنْدما يَقِفُ المطرْ
"غائبٌ حاضرٌ أصبحتَ ونحنُ ذاكرةٌ يضيئُها اسمكَ الباقي
ليذكرَنا بما يستحقُ أن يوصفَ بالمرحلةِ
وما أجملَ ما تهادينا بهِ المراحل ُمن الحالمين َوأنتَ منهمْ "
أنا لن أكتب رثاءا
قدْ مرَّ عامْ
و اليوم أُقرِِئُهَا أحبكِ..والسلامْ
و أتوهُ فى موتِ الثوانى..أرقبُ العصفورَ يجثو فى السما
يسترحِمُ الغيمَ المهاجر ْ
فلعلَّ قطعانَ النسائم ِإن تراوغْ تحمل ِالسُقيا إليهْ
و أغيبُ فى صمتى أغيبْ
أتحسَّسُ الصُبْحَ المُسَجّى فوق عمرى
والقناديل َالثكالى
والمآقى
عاثَ فيها الدمعُ عاماً..و السهرْ
وأميرَة َالغيب ِالتى نامت ْبصدرى
لستُ أدرى...
أين َخبَّأهَا الترابُ
وكيفَ قهرُ الموتِ وسَّدَها الحجرْ
وغِلالة ًبينى و بينِك ِ..لا أجاوزُها
ولا..يحنو فيُدنينى القدرْ
و عيونُكِ الحيرى تضوعُ..فلا أجيبْ
و أغيبُ فى أمسى أغيبْ
فأراكِ يا دفءَ الفؤاد ِو لا أراكْ
و أذوبُ حرماناً..أموتُ.. فلا يدثِّرُنى صِباكْ
و جبينُك ِالمختال ُيخطِفُ شهقتى
بنبوءة ٍ
صَدَقتْ..و ضلَّلَها المغيبْ
ويظلُّ يلطِمنى الأسى
ويُطلُّ من جفنى حنينْ
ويشبُّ حلمٌ فى الضلوع ِ..يراودُ الموتَ المكابرْ
يا غصَّة ً... بعْدَ الألمْ
العمرُ جسرُ النازحينَ بصوب ِآفاق ِالعدمْ
و اليتمُ منذُ رَحلت ِدارْ..
لِمَ الانتظارْ؟
والفجرُ يهوِِى ِكلَّ يوم ٍ
والليالى..لا تغادرْ
لِمَ الانتظارُ؟
أصابعى.. يبستْ على حدِّ القدرْ
ماعاد يذكُرُنى المطرْ
أو غيثُها تلكَ المحاجرْ
ِلمَ الانتظارُ؟
و وجهُ عام ٍذابَ أوْ قدْ ذُبتُ فيهِ
وكلٌنا وهمٌ مسافرْ
وشحوبُ أوراق ِالخريفِ..يُسِرُّ لى
أن العزاءَ قد انتهى
و تضرُّعُ العصفور ِلمَّا ينتبهْ
لصلاتِه ِالغيمُ المهاجرْ
و يعود ُعامْ
و أظلُّ أقرِئُهَا أحبكِ كلَّ عامْ
وأعودُ أسدِلُ فوقهَا..روحى.. و أقرِئُها السلامْ
"الشاعرُ العاشقُ أو العاشق الشاعر احترتُ فيهِ كثيرا
ولكنَّه يبقى صفةً وموصوفًا وإمَامًا للعشاقِ والشعراءِ هُنا
أستاذي الغالي لي العذرُ إن تعذَّر علىَّ الوصفُ فالموصوفُ شاعرٌ"
طيور الليل
حينَ تنامينَ فتاتِي سأَغادِرْ
فأنَا رجلٌ يِأتي دوماً قبلَ النَّومِ..
ليحكيَ قصَصاً ثمَّ يسافِـرْ
حتَّى لو مَا طَالَ الليلُ..
فصبحُ الغَدِ سَيَكُونُ الآَخِرْ
لاَ تَبْكِي.. أَوْ إِنْ شِئْتِ الصِّدْقَ ـ فَتَاتَي ـ لاَ تَتَبَاكِي
فَأَنَا أَعْلَمُ أَنـِّـي أَبَداً لَنْ أَخْرُجَ عَنْ دَوْرِ الـحَـاكِـي
وَ لِذَا فَحَقِيبَةُ سَفَرِي بِجِوَارِ سَرِيرِكِ.. حَتَّى تُغْمَضَ عَيْنَاكِ
فَإِذَا نِمْتِ.. أَمُدُّ غِطَاءَكِ فَوْقَكِ..
ثُمَّ أَظَلُّ عَلَى الشُّبَّاكِ طِوَالَ اللَّيْلِ لِكَيْ أَحْرُسَكِ..
وَ حَتَّى الفَجْرِ..
وَ حَتَّى مَقْدَمِ أَوَّلِ طَائِرْ
طَـيـْـرٌ عَـابِـر
أَوْ سِرْبُ طُيـُـورٍ لِلدِّفْءِ مُهَاجِـرْ
تَعْرِفُنـِـي كُلُّ طُيُورِ اللَّيـْـلِ.. بِأَيِّ مَكَانٍ..
مِنْ رَائِحَةِ الدَّمْعِ الـمُـتَـصَـاعِـدِ مِنْ جُرْحِي الغَائِـرْ
تَأْتِينـِـي.. لاَ أَسْتَدْعِيهَا.. وَ تَحُطُّ وَ لاَ أَسْتَوْقِفُهَا..
تَعْرِفُ أَنـِّـي كُنْتُ أُؤَدِّي دَوْراً آَخَرْ
تَرْجُونِي أَنْ أَنْـتَـظِـرَ قَـلِـيلاً..
أَنْ أَتَمَهَّلَ.. عَلَّ الأَمْرَ مُغَايِـرْ
وَ أُصِرُّ وَ كَالعَادَةِ أَمْضِي..
فَأَنَا رَجُلٌ يَأْتِي دَوْماً قَبْلَ النَّوْمِ..
لِيَحْكِيَ قِصَصاً ثُمَّ يُسَافِـرْ
هَذِي حَالِي..
هَلاَّ عَرَفْتِ الآَنَ ـ فَتَاتِي ـ..
كَيْفَ تَكُونُ حَيَاةُ الشَّاعِـر
"هي اللسانُ الأنثويُّ المبين ُ ، كما يحبُ أنْ يسميَها صديقِي
وهي فرحةُ المعنى إذِ اكتملَ
وهي الشعرُ يجيئُكَ من كلِ فج ٍعميق ٍ
هي فرحةُ
ليسَ يشابهها فرحٌ"
صبحٌ آخر من سبتمبر
صبحٌ آخرُ من سبتمبرَ
والعذراءُ بكف النور ِ
ونورُ الصبح ِحنينٌ مُرْ
يأتى قبلَ غياب الأمس ِ
وينقب فوقَ فرارى سقفا
يشرع نحو قرارى سيفا
مثلُ الموت ِ
ومثلُ الأرض تراوغُ قدمًا
مثلُ السهم ِالخائن ِغالكَ يومًا عينَ الظُهرْ
قد خانتنى تلك اليمنى
تلك الرخوةُ...طول العمر ْ
يُربى مِلحى كلَّ صباح ٍ
صبحٌ آخرُ من سبتمبرَ
كيف َخسأت ِبذور النار ِأعامٌ آخر
ُ .......لا أتصوَّرُ..!!
قومى
هُبِّى
كونى يا خائنةُ لساناً يُنطِقُ جوفَ الليل ِالأخرس ِ
وارمى يا خائنةُ لهيبا يهتكُ صمتا فوقَ الأسطرِ ِ
كنْ..فيكونُ..وليسَ بأكثرْ
كونى لهبا
كونى ذهبا
كونى يا خائنةُ المنجلَ يحصد عشبَ اليتم ِويحصى
أقسمُ أنَّ عبورك فوقى يا سبتمبرُ
بعدَ المرة ِلن يتكررْ
مثلُ جليد ٍدام سنينَ بقمة رأسى
يسقط دمعى
يكتبُ
يعلنُ أنَّ اليومَ سأولدُ..
رغم غرورِكَ يا سبتمبرْ
خذها
يا من عشتُ أفتشُ فى معبده التائهِ عنِّى
خذها
خذنى
لا تتركنى
إن غيابكَ صبحا آخرَ من سبتمبرَ
قد يردينى
خذنى
خذنى
واغرس قلبكَ بين ضلوعى
واشعل نارا..ولتحرقنى
(حبك ِدامَ بقلبى نارا....)
هذا حديثُك َ..هل تتذكر ْ؟
كنتَ بذاكَ اليوم ِصغيرا
كنتُ صغيره
كنتَ كمنْ يمتلك العالم فى عينين ِ
وكنتُ الخجل الحابى خلف ضفيره
كان حديثا فيه كثيرٌ من أخطاءٍ
..لكنْ صمتى كان الخنجرَ
شقَّ الصدرَ
ورسم هروبى عبداً أبكمْ
كمْ سبتمبرُ مروا..فروا..لا أتذكرْ
كل صباح منهم كان حبيبا
كان رحيلا لم يتأخر
أمضى..أمضى
حتى وإن لم يكن ِالوقتُ بصبح ٍآخرَ من سبتمبرَ
أُلقى الشمسَ بقاع الكون ِ
وأسكنُ كوخا فيه تغافتْ سبعُ عجاف ٍ
..مثلى تكبرُ
أرحلُ..أرحلُ
عند تخوم ِالليل الرابض فى عينيكَ
أزورُ بكل رحيل ٍفجرا
أبحثُ بين خيوط ِاللحظة ِعن ميلاد ٍلم يتسنى
أطعنُ قلبى..ندماً أُقتلُ
أخلعُ عن كتفىَّ الشالَ
وأكوى ظهرى كى أتحررَ
كى أتطهرَّ
كى أتبرأَ َمن خاطئة ٍ..ظلتْ تبحثُ عن غفران ٍ
كلَّ صباح ٍ...فى سبتمبرْ
"أمَّةٌ تكتبُ تاريخَها
وقلب ٌ نابضٌ بالوطنِ الحلم"
فى مُحْدَثَاتِ الذاكرة
الآن يا حمزة..
سافرْتَ فى تكراركَ المعهود
مارسْتَ اصطيادكَ للأملْ
فى رحلةٍ أخرى تروحْ
يا ويح من لايعرفُ الصياد حمزةَ
طِبَّ من ذاق الجروح
الآن يصعد
تاركاً فينا اعتزازَ الظامئين
تاركا أنشودةَ الذكرى
يراها من يرى
ظنها بين المواضعِ جامدة
وتَمُرُّ فى أنفاسنا
مَرَّ السحابْ
تعْرِض التاريخ فى أيامه الأخرى
سؤالا وجوابْ
ها هنا
أذْكُرُ القوسَ المدببَ
فوق كفِّكَ
حين شمَّ القوسُ رائحةَ الإساءَة
فالتقى رأسَ المكابرِ
خطَّ فيها للذى أقذى جزاءَه
هكذا يؤتَى أبو جهل جزاءَه
بين سادات الوَغَى
يرسم الدمُّ القماءةَ فى جبينه
من ذا يسبُّ محمداً
وأنا بدينهْ
هكذا ..
هزَّ الخطابُ الأعمدَة
ونقاطه سدت عيونَ الأوردة
من ذا يسب محمدا وأنا بدينه
يخطو إلينا الآن قولُك
لكن أصداء العبارةِ
خاصمت فيها الحروف بعصرنا
كل المراد..
والكل فينا حين همَّ بنطقها
قال عفوا:
كيف لا تأتى الإساءةُ أحمدا
وأنا بدينه؟!
مِثلى ومثل الجالسين بصحبتى
لا يلتقونَ سوى بحفلٍ للتنكرِ
بين أنصافِ الوجوه
بَسَمَاتُهم
تنبيك بالخطر القريب ِالمنتظرْ
وقلوبهم
تهديك بعضا من سقرْ
ياسيدى
من ذا يسمينا جنودا
حينما
لاح الجميع متابعا
ونتائجٌ للفحص تعلنها
على الأفراد كلٌّ "غير لائقْ"
كانوا هنا
فاستمتعوا بخلاقهم
وبقاؤهم
بالصف ِماحقْ
يا سيدى
أنا لا أندد باغتصابٍ
فأنا الذى ترك المدائن عارية
تمشى كأبخس ِجاريه
متماريه
ياسيدى
أنا لا أنددُ باغتصابٍ
فأنا الذى ترك المدائنَ عاريه
متماريه
ياسيدى
شتان مابين انقطاع القيد نيلا للحياةِ
وأن يُحل لأجل ميعاد المشانق
يا سيدى
يا سيد الشهداء والأسدُ المكرَّمُ
للكريم عليك رضوان الكريم
وما وهبْ
يا سيف أسياف العربْ
"اشتقنا حرفك ياشاعر
فبساطة الحرف ورقة المشاعر يجعلان الشعر كالطيور
صغيرة وبسيطة لكنها أعلى"
فأشـتـَـاقُ للشـَّـمـس ِ
أرنــُو إلى القـَمـَـر * في سِـكـَّـةِ السَّــفر ِ
وَحدِي بـِلا صَحْب ٍ
ويـَـمُـرُّ بي عُمري
يـَــمـُــرُّ كـالطـَّـيـفِ * فـَـتــَعُودُني الذكرَى
ويـَخـُـونــُـني دَمعِي
مِـن مُـقـلـَتِي يَجري
صَحْراءُ مِن حَولِي * جـَـرْدَاءُ كـالعـُـمر ِ
قـد عِـشتُ بالأمس ِ
في مُورفِ الشجـَّر ِ
مـَـا زلـــتُ أحتــَارُ * في أمرِ مَن جَاروا
وحـَـطـَّـمُـوا قــَلبي
وضـَـيَّــعُـوا أمْـرِي
قـد كـُنـتُ أهـوَاهُم * أحـيـَا بـِـرُؤيـَـاهُـم
وبـِـخِـنجَرِ الغـَدر ِ
قـد مَزَّقوا صَدرِي
مـَا كانَ في القلب ِ * شئ ٌمِـنَ الـرَّيـب ِ
في أمْـرِ مَن خانـُوا
وآثــَـرُوا قــَـهــرِي
أسـْـرَفتَ في الحُبِّ * فـَـهُـنـْـتَ يَـا قــَلبي
والـكـُــلُّ بـَـاعُــوكَ
بَـخـْـسا ًبـِلا سِعـْر ِ
الـحُــزنُ يـَــمْـلأني * والنـَّـاسُ تـَـسْـألـُـني
عَــن سِـرِّ أحْــزاني
فـأجـِـيبُ .. لا أدْرِي
آثــَـرْتُ تـِـرحَــالي *عَـن عَـالـَم ِالغــَدْر ِ
والظــُّـلم ِوالقــَهْـر ِ
والـزَّيـْـفِ والفــُجْر ِ
أشـتـَــاقُ للشـَّمس ِ * في ظـُلمَة ِاليـَأس
مـُـوَدِّعــَـا ًأمـسِـي
أهـفــُو إلى الفـَجر ِ
سـَـأظـَلُّ في دَرْبي * بَـحثا ًعَن الـحُـــبِّ
بَـحثا ًعَن الإنسان
في غـَـابَةِ البَـشـَر ِ
سـَـأظـَلُّ في دَرْبي
لآخـِــر ِالعـُــمْـــر
"كُنْ مثلَ حرفِكَ جاسِرًا مُتَكَفِنًا
بالموتِ تمَلؤكَ الحياة"
مِلح ُالغريب
بويعتَ غربتَنا
فلمْ بايعتنا؟
جئناك ألفَ صبيحةٍ ونهارِ
أبناءُ جدبِكَ في انتظارِ أميرهم
ويسبحونَ ببردةِ الأسرارِ
يتعلمونَ تلاوةَ الريحانِ
من صفصافِك العشرينَ قافيةٍ
تروضُ مغرياتِ الحلمِ
تقتُلها الكهولةُ
كلما غنَّوا بفصحى الابتكارِ
أبقوكَ سرَّا
مثلما أبقيتَهم سرَّا
بصدرِك تختلي الأوطانُ
بالوهنِ المرادفِ للبطولة
أبناءُ هذا الجدبِ ينتظرونَ أن يجدُوا
رياحَ قميصِك الموصوفِ في ورقِ النبوءة
ماذا تريدُ الآنَ
ما أبقَوا على أبراجِنا طيراً
وما أبقَوا رسولا
ستكونَ مذبحةً لنا
سيكونُ هذا العزفُ من أحبارِنا ذهباً
سيخرجُه اضطرابُ مدينتين
أنت البعيدُ وكلُّنا
رغمَ اقترابِ الشمسِ لسنا مبصرين
ستجيء ألفُ غمامةٍ سوداءَ
ألفُ علامةٍ لمجيئِنا
لكننا رغمَ اتباعِ الخطوِ ساعتَها
نكونُ مكبلين
هو ذلكَ التأخيُر فوقَ جباهِنا
حتى وإن أدركتَه يغتالُنا زهوُ السِّنين
يا كلَّ هذا الموتِ ما أرهقتَنا
سنعودُ قافلةً فلسنا عابرِين
كيف اتباعُ الوردِ للشوكِ الملاحقِ حكمةً
كيف الحقيقةُ كلَّما أزهقتَها
عادتْ تنيُر السائلين
يا كلَّ هذا الموتِ أنتَ قتلتَنا
لكننا في كلِّ مقصلةٍ
سننجبُ أولياءَ ومرسلِين
أنت الغريبُ
ورغمَ هاءِ الضحكِ يقتُلك الأنين
فلمَ تأخرَّ بعثُك المولودِ في دمِنا جنين ؟
ولمَ تريدُ اللهَ أن يؤتيْك معجزةً ؟
أو يرسلونَ إليكَ أصغرَنا ذبيح
كلُّ الذينَ دعوتَهم أبناءُ جدبِكَ
عُذِّبوا مثلَ المسيح
الآنَ باسمِك يقتلونَ قصائدِي
الآنَ باسمِك يقتلونَ الريح
أخشى إذا انتحرَ النهارُ على يديْك
وأُنْسِيَتْ رئتاك طعمَ هوائنِا
أخشى إذا انحشرتْ ثمارُ التوتِ
في فمكَ المملحِ غربةً
جبريلُ هذا الشعرِ
لن يأتيْك في روما
ودماءُ هذا القصرِ
لن ترديْك مكلوما
و الشعرُ إن لم تقترفه بنا
استباحَك عنوةً
نحن اشتهينا جُرحَك
الدموي
إن الجرحَ بادئةُ الكلامِ
فقل دمي لغتي
و قل شعري الملوما
أيا باريسُ لن ننسى
وكيف دموعُنا سالت
وكيف خيولُك انطلقت
وفي أعناقنِا بالت
فكم جُرحت شوارعُنا
وكم أنَّت وكم قالت :
أنا لم أنس هذا الجرح
بل من فرط ما انسالت على أوجاعه لغتي
تداعت
"حينما تشهدُ القصيدةُ على عصر "
أنابولس
أنا "بوليس"
أنا الأمن الذي "لهمُ"
أنا يخشانيَ الألمُ
ويهرب منيَ الهمُّ
أنا القطب الشماليُّ الذي يحيا
بكون ليس فيه جنوب
أنا من سلطن السلطان
أنا من خوّف الشجعان
أنا من بعديَ الطوفان
أنا من غلـّب المغلوب
أنا "إبليس"
أنا المال الذي مع "هم"
أنا الخيط الـ يحرك "هم"
أنا الجيش الـ يدمر "هم"
أنا من حاصر الدنيا
وأغرق جسمها بالضرب حتى مات
أنا فرعون هذا العصر
ولا يعني اسمي غير النصر
وفي الإعراض عني .. خـُسر
أنا أدعو لمؤتمرات
"لأكون معهم ليس أكثر "
قبل أن تبدو
أنتَ الذي لم يكتمل
أو يلتئم إلا لمامًا
لنْ تبلغَ المعنى تمامًا
هو ما تخبئهُ المرايا خلفها
هو ما يخمنه خيالك من تفاصيلٍ مشوهةٍ عن الأشياءْ
هو مايكون به تنفسُك السريعُ ورجفةُ المعنى
غيابٌ حاضرٌ في كلِّ شيئٍ ها
هنا
غيابٌ حاضرٌ في كلِّ شيئٍ
ووصفٌ للقصيدةِ قبلَ أن تبدو
مشاعرُ صخرةٍ سَئِمتْ سكونَ البحرِ في بلدٍ يموتْ
سماءٌ يحتويها الغيمُ في أفقٍ رماديٍ
كداخلكَ المبعثرِ في الرمادِ وفي السكوتْ
فتاةٌ لم تسعها الأرضُ إذ فرحتْ بعاشقها...
خيامُ التوتْ
لقاءُ العرسِ في قلبينٍ مملوءين بالذكرى
وصبرُ العنكبوتْ
توترُ زهرةٍ تُهدى إلى صدرٍ
من الياقوتِ
أولُ قبلةٍ في الحبِّ
وحشةُ يوسفٍ في الجبِّ
غربةُ أولِ الأشياءْ
وجوهٌ سوفَ نألفها
وجوهٌ سوفَ ننساها
وأخرى ما رأيناها ولكنِّا تعلقنا بها سلفا
قصيدةُ أحمدُ الزعترْ
وبيروتُ التي رتقتْ شقوقَ الروحِ والمعنى
أغاني الصمتِ فوقَ فراشِ محمومٍ
حنينُ النازحينَ من المكانِ إلى المكانْ
وخوفُ الأغنياتِ إذا تُذَكِّرنا
بغربتنا عن الأوطانْ
تمردٌ نجمةٍ تخبو
سياجٌ حولَ أزهارٍ
وشكل القمع ِ
مرسومٌ ضروريٌ وخاوٍ
لعنةُ التقويمِ
أنماطُ الكلامْ
ولي نمطٌ بلا نمطٍ
ولي سَخَطٌ بلا صَخَبٍ
ولي أرضٌ بلا نفطٍ ولا إسمنتْ
لجيلٍ سوفَ يولدُ من جليدٍ خالصٍ
صوتٌ منَ الإسفلتِ
لي رئةٌ مِنَ الإيقاعِ
لي دربٌ مِنَ الدهشهْ
ولي سبعونَ أغنيةً لوصفِ الحَبِّ والرمانِ
لي شطآن أغنيتي
ولي ليلى التي ما اختارها أحدٌ
ولي ما سوف تبدوهُ القصيدة إنْ أنا أصبحت ُ
شاعرها وراويها
"ومن الشعراءِ من هم كومضٍ خاطفٌ و مبهرٌ وشحيح"
شجرُ الدهشةِ والانتظار
فى ثرى سجْدتِهِ تنبتُ شهقةْ
تمتمتْ عصفورةٌ بيضاءُ فوْقهْ :
هو سيفٌ
يتعرى كى يرى أو يتذكر ْ
قال :
وقتٌ عندما يأتى ,
لهاثاً تستحيلُ الريحُ
وجوهاً وحروفاً
كلُّ حرفٍ غصنُ ليلٍ
يتدلى منه برقٌ
و أنا ..
قبرى قطيعٌ من غزالاتٍ
و أسراب ُحمامٍ
وقصيدةْ
أيها الليلُ , صديقى
أيها الليلُ
تناهى بيننا أفْقٌ
توحدنا ..
تساقينا رفيفَ الأرقِ
قُيدتْ أجفاننا
فى صخرةٍ لم تخلقِ
أيها الليلُ , صديقى
أيها الليـْ
وتفجؤنى يدٌ تعوى
يدٌ فى شكل أطفالٍ
كجدرانِ المنافى
تحمل ُالتاريخْ
ويفجؤنى جوادٌ أبيضٌ
مشروخ
و يكون المطرُ الرائعُ صوتى
و جوادٌ جامحٌ خطوى
و شمسٌ جسدى
و سؤالٌ موعدى
شجر الزيتونِ فى عينيه موجةْ
تمتمتْ عصفورةٌ مختلجةْ :
هو سيف يتكسرْ
لم يزلْ بين اسمهِ و الماءِ توْهٌ
لغةٌ تمشى إليه وتنامُ
يخرج العشبُ إليه و الغمامُ /
غامضٌ مثل حريقٍ
يفتحُ البابَ علينا
ثم يرمى ثوبنا الشاحبَ عنا
خوفنا
دهشتنا
عنا
ويمضى /
عرقُ الرحمة فى كفيهِ وردةْ
تمتمتْ عصفورةٌ مرْتعدةْ :
أنا لمْ أسمعْهُ لكنْ
تائهاً كان يغنى