منتدى بودى فون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بودى فون

شارك معنا برايك
 
الرئيسيةبودىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمودمندور

محمودمندور


عدد الرسائل : 127
الاوسمه : ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني CQ328500
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

بطاقة الشخصية
بودى فون:

ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني Empty
مُساهمةموضوع: ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني   ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني Icon_minitime2008-06-18, 21:17

فرنسا ليست ايطاليا، البلد الذي يمكن ان «تسقط» فيه حكومة جراء رهان خاسر في السياسة الخارجية، لهذا السبب لم تحظ السياسة الخارجية بموقع مهم في سلم أولويات المرشحين للانتخابات الفرنسية الاخيرة. وأصبح هذا الغياب النسبي لقضايا السياسة الخارجية عن النقاش في المعركة الانتخابية الفرنسية، والتشديد على القضايا الداخلية تقليداً راسخاً منذ انتخابات العام 1965 الرئاسية. ويظل هؤلاء المرشحون متكتمين حول السياسة الخارجية التي سيكون عليهم تطبيقها في حال جرى انتخابهم. فيكتفي معظمهم بالعموميات المزخرفة ببعض المقتطفات ذات الرؤية الجيوستراتيجية.


غير ان الرئيس المنتخب نيكولا ساركوزي الذي يعتبر انقلابياً وفق كل المقاييس، وربما هو يعتقد فعلاً ان انقلابيته الاجتماعية في الداخل، ستطلق من جديد «العظمة الفرنسية» في الخارج بصورة عامة، تجنب طيلة الحملة الانتخابية الخوض في تفاصيل السياسة الخارجية حول مسائل كبيرة، على الأقل، تفرضها عليه المستجدات: العلاقات مع الولايات المتحدة، وأزمات الشرق الأوسط، ولا سيما الصراع العربي - الاسرائيلي.



قبل ان يتسلم الرئيس الفرنسي الجديد مفاتيح قصر الاليزيه، من الرئيس جاك شيراك صباح 16 أيار (مايو) الحاري، تتساءل الدوائر الرسمية العربية، ومعها النخب في العالم العربي عن ماهية السياسة الخارجية الفرنسية التي سينتهجها ساركوزي، وهل ستشهد انقلاباً حقيقياً لجهة تجسيد القطيعة مع السياسة الديغولية.



لا شك ان كلام ساركوزي المتكرر عن القطعية مع الماضي يتضمن تغييراً أساسياً في السياسة الخارجية، على رغم ان المراقبين متفقون على ان وصول ساركوزي لرئاسة دولة كبرى في أوروبا «يعوض» واشنطن خسارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي يترك الحكم خلال اسابيع، فإنه لا يمكن تحسس التغيير الذي ينتظر فرنسا إلا بعد فترة قصيرة من وضع آلية الحكم.



لقد قام ساركوزي بزيارة للولايات المتحدة الاميركية في 12 ايلول (سبتمبر) الماضي، حيث صرح كي يصبح أهلاً لالتقاط صورة الى جانب الرئيس بوش، بأن فرنسا ليست «معصومة عن اللوم» في علاقتها مع واشنطن. وهو علن، بعد لقائه الرئيس جورج بوش ان فرنسا «يمكن ان تنتقد» في علاقتها مع الولايات المتحدة، وفهم كثيرون في فرنسا ان هذا الانتقاد يطول، خصوصاً معارضة شيراك للغزو الاميركي للعراق ولمعالجة واشنطن لمشكلات الاحتلال.



بيد انه أدرك، بسرعة كبيرة، ضخامة الخطأ الذي ارتكبه بظهوره العلني الى جانب رئيس الولايات المتحدة، حيث بدا مؤيداً لسياساته. إذ سبق للولايات المتحدة ان ساهمت في هزيمة رئيس الحكومة الاسباني، خوسيه ماريا أثنار، في انتخابات آذار (مارس) 2004، وتسببت برحيل رئيس الحكومة في بريطانيا توني بلير. وكان لافتاً وصف المعلقين في الصحف الاميركية ساركوزي بـ «صديق» الولايات المتحدة، فيما توقعت موسكو «تطوراً ديناميكياً» في العلاقات الفرنسية - الأميركية.



«تعجرف» هذا المصطلح المستخدم في جهتي المحيط الأطلسي، من قبل خصوم الموقف الفرنسي حينها من العراق، قد لفظه أيضاً ساركوزي في العدد نفسه من صحيفة «المحافظين الجدد» في فرنسا: «إنني لا أريد فرنسا متعجرفة». غير ان ساركوزي اجتهد لاحقاً لتصحيح صورته المؤيدة لأميركا، عن طريق مطالبة «أصدقائنا الأميركيين» بترك فرنسا وأوروبا «لحريتهما»، والمجاهرة بأن «الصداقة لا تعني الخضوع» (خطابه في 28 شباط/ فبراير 2007). علماً ان الرئيس الفرنسي المنتخب، أوضح ان هذه الصداقة المتينة لا تعني التبعية وغياب الاختلاف بالرأي.



من الصعب جداً تسمية الرئيس المنتخب «محافظاً جديداً» على طريقة «المحافظين الجدد» الأميركيين، لأن اختلافات عدة تفصله عنهم، ولأن فرنسا لا يمكن ان تنتج «صورة طبق الاصل» لـ «المحافظين الجدد»، الذين ظهروا في الولايات المتحدة، ووجدوا ضالتهم في الرئيس جورج بوش.



على رغم ان فرنسا ليست الولايات المتحدة وساركوزي ليس بوش، فإن البعض يحاول ان يعيد نسخ التجربة الأميركية. لقد تشكل تيار «المحافظين الجدد» في فرنسا من مجموعة من الكتاب الذين عرفوا في السبعينات بالفلاسفة الجدد، حينما التفوا من حول جان بول سارتر، بعد ان غير موقفه من القضية الفلسطينية، وأصبح اقرب الى اسرائيل، ومن هؤلاء على وجه الخصوص برنار هنري ليفي وآلان فنكلكروت واندرية غلوكسمان، وانضم اليهم في السنوات اللاحقة صف من الصحافيين والخبراء في الشؤون السياسية مثل الكسندر أدلر وجاك تانيرو وبيار اندريه تاجييف الذي برز خلال السنوات الاخيرة على نحو فاقع، من خلال طروحاته الداعمة لاسرائيل على نحو استفزازي، وذلك من نمط «الفرنسيون المعادون للصهيونية اكثر تطرفاً من الاسلاميين» و «معاداة السامية ومناهضة الصهيونية في كفة واحدة». ومارس هؤلاء التضليل الاعلامي سنة 2000 عبر عملية تلاعب ضخمة بالرأي العام الفرنسي، وقد نشر تاجييف وفنكلكروت سلسلة من المقالات، تتبنى الطرح الاسرائيلي القائل ان عرفات رفض في كامب ديفيد عرض اسرائيل السخي بإقامة دولة فلسطينية على 97 في المئة من أراضي الـ1967، وان توقيع «اتفاق اوسلو» ما هو إلا للتغطية على هدفه الفعلي، وهو عودة اللاجئين وتدمير اسرائيل.



استحق هؤلاء تسمية «الصهاينة الجدد» التي اطلقت عليهم في أكثر من مناسبة، وسماهم البعض الآخر «المبشرين الجمهوريين»، وينطبق ذلك اكثر ما ينطبق على فنكلكروت، الذي يعتبر الابرز من بين هذه المجموعة. وقد زاد من بروزه في العامين الأخيرين قربه الفكري من ساركوزي، فهو وقف في خريف سنة 2005 ليؤيد موقفه من الأحداث التي شهدتها الضواحي الفرنسية، ويحمل المسؤولية عنها الشبان ذوي الاصول العربية والافريقية والاسلام. وقد كانت شرائح واسعة من الرأي العام في حينه قد استهجنت تصريحات ساركوزي، التي اشعلت النار حين وصف هؤلاء الشبان بـ «الحثالات». واعتبر ساركوزي ان فنكلكروت «شرف المثقف الفرنسي» بتصريحاته، وإذا كان البعض ينتقده فلأنه يقول أشياء صادقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بودى فون :: المنتديات العامه :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: