منتدى بودى فون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى بودى فون

شارك معنا برايك
 
الرئيسيةبودىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمودمندور

محمودمندور


عدد الرسائل : 127
الاوسمه : تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني CQ328500
تاريخ التسجيل : 21/05/2008

بطاقة الشخصية
بودى فون:

تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني Empty
مُساهمةموضوع: تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني   تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني Icon_minitime2008-06-18, 21:18

هذا «المثقف الصادق» لطالما افتخر بأنه قاد ما أطلق عليه معارضة معارضي الحرب على العراق، وسبق له ان وقع على بيان يدين ما سماه «العنصرية التي تطال البيض»، وهو الذي يعتبر ان المثقف العربي لا يمكن ان يكون ديموقراطياً، إلا إذا تخلى نهائياً عن المطالبة بحق العودة للشعب الفلسطيني.



ومهما يكن من أمر، فإن ساركوزي هو أقرب الى رونالد ريغان ومارغريت ثاتشر في حماسة لأحداث «ثورة ليبرالية» تقود الى تخفيض الضرائب عن الأغنياء والشركات الكبرى، وإطلاق قوى السوق الليبرالي من عقالها، وتعديل قوانين العمل، وقلب النظام الاجتماعي الذي أسسته فرنسا منذ قرنين، والذي استند برمته الى الدور الريادي للدولة في الاقتصاد والإدارة والمجتمع رأساً على عقب.



أما العلاقة مع اسرائيل، فقد أشاع فوز نيكولا ساركوزي برئاسة فرنسا أجواء من الارتياح في اسرائيل على المستويين السياسي والاعلامي، بحيث أجمع المسؤولون الاسرائيليون في الحكومة والمعارضة، على وصفه بـ «الصديق»، وهذا ما عكسته الصحف الاسرائيلية ايضاً التي اعتبرت ان وصول المرشح اليميني الى الاليزيه «ثورة فرنسية» تصب في مصلحة الدولة العبرية.



رئيس وزراء اسرائيل ايهود اولمرت، أعرب في رسالة تهنئة الى الرئيس الفرنسي المنتخب، عن ثقته بأن العلاقات بين اسرائيل وفرنسا ستزداد متانة في عهد نيكولا ساركوزي، وأضاف: «لدي قناعة بأن التعاون بيننا سيكون مثمراً وأننا سنتمكن معاً من دفع النشاط الديبلوماسي والسلام في منطقتنا»، واصفاً فرنسا بأنها واحدة من أهم الدول وأكثرها تأثيراً في أوروبا والعالم على السواء. وأشار بيان لرئاسة الوزراء الإسرائيلية إلى أن ساركوزي أبلغ أولمرت بأنه «صديق لإسرائيل ويمكن لإسرائيل دائماً الاعتماد على صداقتي».



وعلى رغم أنه من السابق لأوانه التكهن بنوع التحول في «السياسة العربية» لفرنسا في عهد الرئيس الجديد نيكولا ساركوزي، فإن هذا الأخير حين كان وزيراً للداخلية استدعى السفراء العرب في باريس ليقول لهم إنه صديق إسرائيل، ولم يتغير موقفه. لكن تشابك المصالح العربية - الفرنسية التي يجب أن تعبر عنها السياسة الخارجية الفرنسية، إضافة إلى استمرار ضغط القضية الفلسطينية على السياسات الأوروبية عامة، ولا سيما الفرنسية منها، حتى وان تراجع التأييد الدولي لها، كما كان في السابق، جراء اندفاع معظم البلدان العربية نحو التطبيع مع إسرائيل واقامة سلام معها، لا يزالان يمنعان انزلاقاً كبيراً نحو تقارب استراتيجي فرنسي مع إسرائيل.



الرئيس ساركوزي سيكون مثل سابقيه محكوماً بسقف التقليد الخاص للديبلوماسية الفرنسية، كما كان قبله فاليري جيسكار ديستان وفرانسوا ميتران، اللذان عرفا لحظة انتخابهما بالانتماء إلى الأطلسية مع بعد الديغولية وبالتأييد المفرط لإسرائيل، واللذان سرعان ما وجدا نفسيهما في إطار إرث ديغول، لم يحيدا عنه في سياساتهما الخارجية. ينبغي عدم المبالغة في قدرة الرئيس الفرنسي على صوغ سياسات خارجية وطنية بمفرده.



وفي الواقع، وعلى رغم الصلات التاريخية القوية التي تربط فرنسا بالعالم العربي، والتي تضاربت خلالها المصالح الفرنسية مع مصالح الدول الكبرى المنافسة لها، وبخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، إلا أن قيام إسرائيل منذ 1948 صبغ العلاقات الفرنسية - العربية بصبغة خاصة.



لقد وقعت فرنسا مع بريطانيا والولايات المتحدة على البيان الثلاثي في سنة 1950، الذي تلتزم الدول الثلاث بمقتضاه بحماية أمن إسرائيل ووجودها. كما أرست الجمهورية الرابعة في عهد حكم الاشتراكيين (غي موليه) علاقات وطيدة وحيوية مع إسرائيل. فكانت فرنسا هي المصدر الأساسي للسلاح لإسرائيل، كما ساعدت بقوة برنامج الأبحاث النووية الإسرائيلي، حيث تم بناء ول مفاعل نووي إسرائيل في ديمونة في صحراء النقب بمساعة فرنسية أساسية. ووصل التحالف الفرنسي - الإسرائيلي الى مداه بمؤامرة العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956، التي كانت محصلة كبرى لعاملين رئيسيين: الأول مساعدة مصر عبدالناصر للثورة الجزائري التي أصبحت تمثل مصدر توتر شديد في العلاقات الفرنسية - العربية. والثاني، العداء المشترك الفرنسي - الإسرائيلي لحركة القومية العربية الصاعدة بزعامة عبدالناصر.



واستمرت السياسة الفرنسية ترجح كفة التقارب مع إسرائيل على كفة التقارب مع العالم العربي إلى أن جاءت الجمهورية الخامسة في العام 1958 بزعامة الجنرال ديغول، التي جسدت قطيعة حقيقية مع سياسة فرنسا في الشرق الأدنى.



ولقد أعطت الحرب العربية - الإسرائيلية الرابعة في حزيران (يونيو) 1967 الفرصة التاريخية كي تفصح السياسة الديغولية عن وجهها الجديد في المنطقة العربية لجهة تأكيد هدف أساسي لسياسة ديغول ألا وهو استقلالية تفكيره وقراره وسياسته العملية التي كان يمارسها تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل على حد سواء، وخدمة المصالح الفرنسية في المنطقة العربية (التجارة + النفط). وقد تبلورت «السياسة العربية لفرنسا» التي قادها الجنرال ديغول على أرضية خدمة المصالح القومية الفرنسية كما يدركها هو، والتخلص من قيود السياسات الداخلية لفرنسا المؤيدة لإسرائيل، لجهة قيام فرنسا بدور مستقل في عملية البحث عن تسوية، جنباً الى جنب مع القوتين الأعظم الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.



إن سمة تلك الفترة المتجسدة بالصدمة النفسية الإسرائيلية من السياسة الفرنسية - سواء كانت مصطعنة أم حقيقية - منذ عام 1967، خدمت سياسة الرفض الإسرائيلية لكل المبادرات والمساعي الحميدة الفرنسية خلال السنوات الأخيرة. وعلى النقيض من ذلك، فإن الدول العربية تفرح عندما يصل الورثة السياسيون المفترضون للجنرال ديغول الى السلطة في فرنسا. وهذا ما حصل عندما تولى جورج بومبيدو السلطة عام 1969، حيث وطد علاقات فرنسا مع العالم العربي، ولا سيما مع المملكة العربية السعودية والعراق وليبيا التي كان قد استولى فيها العقيد القذافي على السلطة حديثاً.



وعندما جاء اليسار الاشتراكي بزعامة الرئيس ميتران الى السلطة في أيار (مايو) 1981، ثارت التساؤلات والتوقعات حول مسار السياسة الخارجية الفرنسية بصفة عامة، وفي المنطقة العربية بصفة خاصة، ذلك لأن ميتران كان معروفاً بصداقته الوطيدة مع إسرائيل وبانتقاداته الدائمة للسياسات الفرنسية المساندة للعرب فقط. وكان ميتران أحد وزراء الجمهورية الرابعة التي أرست نمطاً جيداً وحيوياً من العلاقات مع إسرائيل.



وعلى رغم تحفظ ميتران في التعامل مع القيادة العراقية، إلا أنه ساند بقوة النظام العراقية في حرب الخليج الأولى ضد إيران، نظراً إلى موقف ميتران المتشدد من خطر تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية الى العالم العربي، وخطر العدوى الاصولية التي يمكن أن تمس فرنسا بالذات. وإبان أزمة الخليج الثانية، كان ميتران الرئيس الوحيد من بين الرؤساء الغربيين الذي حاول - من دون جدوى - اقناع الرئيس صدام حسين بالانسحاب بعد غزو القوات العراقية للكويت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تابع ساركوزي وحدود التغيير في السياسة العربية لفرنسا: توفيق المديني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى بودى فون :: المنتديات العامه :: المنتدى السياسي-
انتقل الى: